فضل وحرمة شهرالله المحرم
بتاريخ 8 أكتوبر, 2016 في 09:47 مساءً | مصنفة في دينية | لا تعليقات

muharram

صيدالفوائد_ موقع المسلم:أولاً حرمة شهر الله المحرم_ قال _تعالى_: ” إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثنَا عَشَرَشَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ،مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوافِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ، وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَايُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ” (التوبة:36)، وعن أبي بكرة _رضي الله عنه_ أن النبي _صلى الله عليه وسلم_ خطب في حَجِّتِه، فقال:” ألا إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق اللهالسموات والأرض السنة اثنا عشر شهراً منها أربعة حرم، ثلاثة متواليات ذوالقعدة وذو الحجة والمحرم ورجب مضر بين جمادى وشعبان”، الحديث متفق عليه.
قال القرطبي: “خص الله _تعالى_ الأشهر الحرم بالذكر ونهى عن الظلم فيهاتشريفاً لها، وإن كان منهياً عنه في كل الزمان، كما قال _تعالى_: ” فَلارَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَج ِّ” (البقرة: من الآية197).
وعلى هذا أكثر أهل التأويل، أي: لا تظلموا في الأربعة أشهر الحرم أنفسكم،وروى حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن يوسف بن مهران عن ابن عباس قال: ” فَلاتَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُم ْ” في الاثني عشر”ا.هـ
قال ابن كثير: “وقد اختلف العلماء في تحريم ابتداء القتال في الشهر الحرام، هل هو منسوخ أو محكم على قولين:
الأول وهو الأشهر : أنه منسوخ؛ لأنه _تعالى_ قال هاهنا: “فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ” وأمر بقتال المشركين، وظاهر السياق مشعر بأنه أمربذلك أمراً عاماً، ولو كان محرماً في الشهر الحرام لأوشك أن يقيده بانسلاخها، ولأن رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ حاصر أهل الطائف في شهرحرام وهو ذو القعدة كما ثبت في الصحيحين،
والقول الثاني : إن ابتداءالقتال في الشهر الحرام حرام، وأنه لم ينسخ تحريم الشهر الحرام؛ لقوله _تعالى_:” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلا الشَّهْرَ الْحَرَامَ ” (المائدة: من الآية2) .
ويحتمل أنه أذن للمؤمنين بقتال المشركين في الشهر الحرام إذا كانت البداءة منهم” ا.هـ.

images

ثانياً: فضل شهر الله المحرم:

قال ابن رجب: “وقد اختلف العلماء في أي الأشهر الحرم أفضل؟ فقال الحسن وغيره: أفضلها شهر الله المحرم، ورجحه طائفة من المتأخرين، وروى وهب بنجرير عن قرة بن خالد عن الحسن، قال: إن الله افتتح السنة بشهر حرام وختمها بشهر حرام، فليس شهر في السنة بعد شهر رمضان أعظم عند الله من المحرم، وكان يسمى شهر الله الأصم من شدة تحريمه، و أخرج النسائي من حديث أبي ذر _رضيالله عنه_ قال:” سألت النبي _صلى الله عليه وسلم_: أي الليل خير وأي الأشهرأفضل؟ فقال: “خير الليل جوفه، وأفضل الأشهر شهر الله الذي تدعونه المحرم”،وإطلاق النبي _صلى الله عليه وسلم_ في هذا الحديث أفضل الأشهر، محمول علىما بعد رمضان، كما في رواية الحسن المرسلة” ا.هـ.
ومما يدل على فضله مارواه مسلم عن أبي هريرة _رضي الله عنه_ قال: قال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_: ” أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعدالفريضة صلاة الليل” .
قال ابن قاسم: “أي أفضل شهر تطوع به كاملاً بعدشهر رمضان شهر الله المحرم؛ لأن بعض التطوع قد يكون أفضل من أيامه كعرفةوعشر ذي الحجة، فالتطوع المطلق أفضله المحرم، كما أن أفضل الصلاة بعدالمكتوبة قيام الليل” ا.هـ.
قال النووي: ” فإن قيل: في الحديث إن أفضل الصوم بعد رمضان صوم المحرم، فكيف أكثر الصيام في شعبان دون المحرم؟
فالجواب: لعله لم يعلم فضل المحرم إلا في آخر الحياة قبل التمكن من صومه،أو لعله كان يعرض فيه أعذار تمنع من إكثار الصوم فيه، كسفر ومرض وغيرهما” ا.هـ.
قال ابن رجب: “وقد سمى النبي _صلى الله عليه وسلم_ المحرم شهرالله، وإضافته إلى الله تدل على شرفه وفضله، فإن الله _تعالى_ لا يضيف إليه إلا خواص مخلوقاته، كما نسب محمداً وإبراهيم وإسحاق ويعقوب وغيرهم منالأنبياء إلى عبوديته، ونسب إليه بيته وناقته، ولما كان هذا الشهر مختصاًبإضافته إلى الله _تعالى_، وكان الصيام من بين الأعمال مضافاً إلى الله _تعالى_، فإنه له _سبحانه_ من بين الأعمال، ناسب أن يختص هذا الشهر المضاف إلى الله ، بالعمل المضاف إليه المختص به وهو الصيام، وقد قيل في معنى إضافة هذا الشهر إلى الله _عز وجل_، إنه إشارة إلى أن تحريمه إلى الله _عزوجل_ ليس لأحد تبديله كما كانت الجاهلية يحلونه ويحرمون مكانه صَفَراً،فأشار إلى أنه شهر الله الذي حرمه، فليس لأحد من خلقه تبديل ذلك وتغييره.
images
وفي هذا الشهر يوم حصل فيه حدث ،عظيم ونصر مبين، أظهر الله فيه الحق على الباطل؛ حيث أنجى فيه موسى _عليه السلام_ وقومه، وأغرق فرعون وقومه، فهويوم له فضيلة عظيمة، ومنزلة قديمة.
عن ابن عباس _رضي الله عنهما_ أنرسول الله _صلى الله عليه وسلم_ قدم المدينة فوجد اليهود صياماً يوم عاشوراء، فقال لهم رسول الله _صلى الله عليه وسلم_: “ما هذا اليوم الذي تصومونه؟” فقالوا: هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه، و أغرق فرعون وقومه، فصامه موسى شكراً، فنحن نصومه، فقال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_: “فنحن أحق وأولى بموسى منكم” فصامه رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ وأمر بصيامه”، متفق عليه، ولأحمد عن أبي هريرة نحوه وزاد فيه: ” وهو اليوم الذي استوت فيه السفينة على الجودي فصامه نوح شكرا ً” .
وعن ابن عباس _رضي الله عنهما_ قال:” ما رأيت النبي _صلى الله عليه وسلم_ يتحرى صيام يوم فضَّله على غيره إلا هذا اليوم يوم عاشوراء، وهذا الشهر يعني شهر رمضان”،متفق عليه.
قال ابن حجر: “هذا يقتضي أن يوم عاشوراء أفضل الأيام للصائم بعد رمضان، لكن ابن عباس أسند ذلك إلى علمه، فليس فيه ما يرد علم غيره،وقد روى مسلم من حديث أبي قتادة مرفوعاً أن صوم عاشوراء يكفر سنة، وأن صيام يوم عرفة يكفر سنتين، وظاهره أن صيام يوم عرفة أفضل من صيام عاشوراء، وقدقيل في الحكمة في ذلك إن يوم عاشوراء منسوب إلى موسى _عليه السلام_، ويومعرفة منسوب إلى النبي _صلى الله عليه وسلم_ فلذلك كان أفضل” ا.هـ.
وعنالربيع بنت معوذ بن عفراء قالت:” أرسل رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ غداةعاشوراء إلى قرى الأنصار التي حول المدينة”من كان أصبح صائماً فليتم صومه،ومن كان أصبح مفطراً فليتم بقية يومه” فكنا بعد ذلك نصومه ونصوِّم صبياننا الصغار، ونذهب إلى المسجد فنجعل لهم اللعبة من العهن، فإذا بكى أحدهم علىالطعام أعطيناها إياه حتى يكون عند الإفطار” ، متفق عليه.

images

فضل يوم عاشوراء:

يوم عاشوراء له فضل عظيم وحرمة قديمة، فقد كان موسى _عليه السلام_ يصومه لفضله؛ بل كان أهل الكتاب يصومونه، بل حتى قريش كانت تصومه في الجاهلية،وقد وردت عدة أحاديث عن فضل عاشوراء وصيامه، منها:
ما جاء في صحيح مسلمعن أبي قتادة أن رجلاً سأل النبي _صلى الله عليه وسلم_ عن صيام يومعاشوراء، فقال: ” إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله” رواه (مسلم 1976)، وهذا من فضل الله علينا أن جعل صيام يوم واحد يكفر ذنوب سنة كاملة.
وعن ابن عباس _رضي الله عنهما_ قال:” ما رأيتُ النبي _صلى الله عليه وسلم_ يتحرّى صيام يوم فضله على غيره إلا هذا اليوم يوم عاشوراء، وهذا الشهريعني شهر رمضان” ، رواه (البخاري 1867)، (ومعنى يتحرى، أي: يقصد صومه لتحصيل ثوابه والرغبة فيه).

الحكمة من صيامه:

والحكمة من صيامه، أن يوم عاشوراء هو اليوم الذي نجى الله فيه موسى _عليه السلام_ وقومه من فرعون وجنوده، فصامه موسى شكراً لله _تعالى_، وصامه نبينا _صلى الله عليه وسلم_ وأمر بصيامه، فقد جاء في الصحيحين من حديث ابن عباس _رضي الله عنهما_ قال: “قدم النبي _صلى الله عليه وسلم_ المدينة فوجداليهود صياماً يوم عاشوراء، فقال لهم النبي _صلى الله عليه وسلم_: ما هذااليوم الذي تصومونه؟ قالوا: هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه، وأغرقفرعون وقومه، فصامه موسى شكراً لله فنحن نصومه، فقال النبي _صلى الله عليه وسلم_: فنحن أحق بموسى منكم، فصامه رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ وأمربصيامه” .

أما الحكمة في صيام اليوم التاسع، فقد نقل النووي _رحمه الله_ عن العلماء في ذلك عدة وجوه :
أحدها: أن المراد من مخالفة اليهود في اقتصارهم على العاشر.
الثاني: أن المراد به وصل يوم عاشوراء بصوم، كما نهى أن يصام يوم الجمعة وحده.
الثالث: الاحتياط في صوم العاشر خشية نقص الهلال ووقوع غلطٍ، فيكون التاسع في العدد هو العاشر في نفس الأمر.
وأقوى هذه الأوجه هو مخالفة اليهود كما أشار إلى ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية _رحمه الله تعالى_.

مراتب صيام يوم عاشوراء:

أولاً: صيام اليوم التاسع واليوم العاشر، وهذا أفضل المراتب؛ لحديث أبي قتادة عند مسلم أن النبي _صلى الله عليه وسلم_ قال في صيام يوم عاشوراء :أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله”، ولحديث ابن عباس عند مسلم أيضاً ” لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع والعاشر” .
ثانياً: صيام اليوم العاشر والحادي عشر؛ لحديث ابن عباس _رضي الله عنهما_، أن النبي _صلى الله عليه وسلم_ قال: ” خالفوا اليهود صوموا يوماً قبله أو يوماً بعده” ، أخرجه أحمد وابن خزيمة.
ثالثاً: صيام اليوم التاسع والعاشر والحادي عشر؛ لحديث ابن عباس مرفوعاً ” صوموا يوماً قبله ويوماً بعده” .
رابعاً: إفراد العاشر بالصيام ؛ لحديث أبي قتادة عند مسلم ” أن النبي _صلى الله عليه وسلم_ قال في صيام يوم عاشوراء: أحتسب على الله أن يكفر السنةالتي قبله” .

صحيفة ليبيا السلام الالكترونية

نبذة عن -

اترك تعليقا