قال الشيخ سالم جابر في جمعٍ غفير عبر إحدى ساحات مصراته في خطبته الجهراء مساء أمس الأحد (أن مَن يُقَّتَلون في معارك السدرة وبن جواد من الكتائب المحسوبة على مصراته في خلال مواجهتها مع جهاز حرس المنشآت النفطية بأن موتتهم يتمناها أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم).
وذلك من خلال شريط تسجيلي سمعه جمع غفير من أهل مصراته مساء أمس الأحد وجابر قد جعل من مليشيات مصراته أدوات حربية ومعاول للفكر السياسي لقتل الليبيين بعضهم بعضاً بدون هدف يُذكر تحت مظلة الأزلام وفي حقيقة الأمر لايوجد ازلام ولاشئ من هذا القبيل لقد ضحكوا على ذقونكم يا أهل مصراته هؤلاء شيوخ الموت وشرعنة القتل المُمنهج الذين عملوا على زج شباب مصراته في الحروب بدون هدف مع بني وطنهم ليبيا و يوجد منهم صغار في السن قد بلغ عمره 16 عاماً فكم كان عمره في 2011م بدون شك كان عمره 12 عاماً ومستغلين صغر سنهم وقلة خبرتهم في الحياة ومنهم من لديه ظروف اجتماعية وإقتصادية قاهرة مما جعلته ليكون مقاتل مقابل خمسة الاف دينار .
أين أهل المقاتلين لمليشيات مصراته الذين يزجون بأولادهم للموت بدون رحمة مقابل حفنة من المال؟
هذه الحرب الشعواء التي لاناقة لهم فيها ولاجمل لمليشيات مصراته لامكسب فيها ولاهدف سوى خسارة للوطن مقابل خمسة الاف دينار لكل مقاتل حسب ما تداولته بعض صفحات الفيس بوك العربي ولكن عندما يموت أو ُتقطع أوصال مقاتلين مصراته فمن سيعوض هذه الأطراف المبتورة يا أهل مصراته من سيُرجع لأولادكم إلى الحياة ؟؟
ومن يُصالحكم بعد أن شاركتم و عبثتم بتراب الوطن ولاهدف لكم، سوى الإختلاف في الرأي؟ 
لقد ضربتم النسيج الاجتماعي في الوطن وزرع شيوخ الموت والقتل بالشقاق بينكم وبين أخوتكم وأنتم أبناء الوطن الواحد .
هل سينفعونكم شيوخ القتل والإرهاب؟ وسيمنحوكم صكوك الغفران ؟وهل ستضمنون الجنة من رب العباد؟؟
لاأحد يضمن الدخول للجنة وسندخل الجنة برحمة رب العالمين وليست بأعمالنا فحسب .
أستغرب في شيخ جليل وطاعن في السن مثلك يا سالم جابر أن تُحلل القتال بين الإخوة في وطن واحد وأهل برقة أليسوا هم ليبيون ومسلمون ومن أرض واحدة ولايمكن بمكان أن يُختزل الوطن في مصراتة فكلنا شركاء في الوطن بمختلف انواع النسيج الليبي سواء عرب أو طوارق أوتبو وأمازيغ أو غيرههم من المسميات فكلهم ليبيين أبناء وطن واحد وليبيا غير قابلة للتقسيم يا سالم جابر.
يا شيخ جابر فالقاتل والمقتول مسلم ليبي وكلاهما خسارة للوطن والجرحى المبتورين الأطراف اصبحوا عالة على الوطن بفتاويكم الظالمة التي تزج بخيرة شباب ليبيا بالقتال فهؤلاء الشباب المبتورين الأطراف الذين غسلتم عقولهم بالأكاذيب والفتاوى الباغية المضللة عن حقيقة الواقع ،بمقابل خمسة الاف دينار للمقاتل الواحد وتستهينون بحياة الإنسان والله العظيم حياة الانسان لا تسوى جميع كنوز الدنيا وعندما يموت الإنسان فلن يرجع للحياة مرة أخرى والأطراف المبتورة لن تعوض إطلاقاً حتى ولو صُنعت الأطراف الصناعية من الذهب والماس.
يا شيخ جابر هؤلاء الشباب كان الأحرى لكم أن تساعدوهم لبناء الوطن و أن تُحقنوا الدماء وتشجيعهم على تسليم السلاح للسلطة الشرعية المنتخبة المتمثلة في رئاسة الأركان العامة بالجيش الليبي واإحترام إرادة الشعب الليبي في اختياره لمجلس النواب المنتخب .
ومن المؤسف جدا ان ينعت سالم جابر الذي يدعي انه شيخ داعية اسلامي بأهل برقة بانهم جهلة وبدو ولايعرفون إلا رعي الغنم على الرغم من ان الشيخ سالم جابر كان من سكان مدينة بنغازي من ثاني اكبر المدن الليبية بعد العاصمة طرابلس واخيراً نزح جابر إلى مسقط رأسه بمصراته .
بالنسبة لسكان برقة يوجد فيها الكثير من المتعلمين والمثقفين والمتفوقين والعلماء في مختلف االإختصاصات العلمية والأدبية و يا شيخ سالم جابر إذا كان أهل برقة جهلة ورعاة غنم فأنت يا شيخ سالم جابر من أحد هؤلاء الجهلاء ورعاة الغنم لأنك جزء من النسيج الإجتماعي من سكان بنغازي عاصمة برقة العصية ،بنغازي الجريحة التي مرضت وأحتضرت وبدأت تدُبّ في روحها الحياة من جديد إن شاءالله.
فمن المعروف أن الداعية الإسلامي من واجبه الدعوي هو أن يُلملم الجراح ويوحد صفوف الوطن و يسعى لحقن الدماء ويدعو للصلح بين الأطراف المتناحرة ويُهدئ النفوس الغاضبة وليس داعياً ومُشرعنا لسفك الدماء بين أبناء الوطن الواحد الذين يعتنقون الدين الإسلامي المعتدل .
يا شيخ سالم جابر أين الدين منك والدين منك براء لشرعنتك بسفك الدماء ونعت اخوتك الليبيين المسلمين إذن ماذا تركت للعدو يا شيخ سالم جابر؟
بالله عليك يا شيخنا الجليل سالم جابر أثبت لنا أية قرآنية تُبيح القتال والدمار والتهجير بين أبناء الوطن الواحد من الذين يعتنقون الدين الإسلامي المعتدل ؟
يا جابر أذكر لنا حديث شريف يُثبت ويُحلل ويُشرعن القتال بين الأخوة المختلفين فكرياً ويعتنقون الدين الأسلامي الحنيف ويعيشون تحت سقف وطن واحد ليبيا؟؟
كيف تُشرعن القتال بين أبناء الوطن الواحد وتُزكي ما أصدرته رئاسة المؤتمر القرار 42 من العام الماضي ، الذي أثار جدلاً واسعًا، والذي بموجبه فوّض رئيس المؤتمر نوري أبوسهمين المنتهية ولايته لكتائب مصراته بما وصفه تحرير الموانئ النفطية في الهلال النفطي شرقي ليبيا .
حيث شهدت قرية بن جواد، فجرالسبت الماضي واليوم الأحد ، تقدُّم قوات تابعة لكتائب مصراته، بـ (عملية شروق ليبيا) والتي طردتها قوات حرس المنشآت النفطية وقوات الجيش الليبي والطيران الحربي الليبي .
يا شيخ جابر ليس مسبّهْ ان تنعت أهل برقة بأنهم رعاة غنم بل وسام شرف على صدور كل أهل برقة سواء من يقطنونها أو الساكنين من أهل برقة في جميع بقاع ليبيا .
يا سالم جابر أنت جزء من النسيج الإجتماعي من أهل برقة ومن جذور مصراته وعشت وسكنت في بنغازي وخير برقة على أكتافك ولم يؤذيك أحد من أهلها كان أهل برقة عامة وسكان بنغازي خاصة من الذين يكنون لك كل الإحترام والتقدير ولكنك مع الأسف الشديد يا جابر قابلت الإحترام بالجحود والنكران عندما نزحت وهاجرت إلى مصراته وتنكرت لبرقة وخنت أكل العيش والملح وغدرت بهم .
وكان من المفروض أن تجمع الشمل وتكون داعية للسلام وحقناً للدماء لكنك مع الأسف الشديد وقفت تُثير مشاعر الحمية القبلية والعصبية و تُرجعنا الى الضرب على أوتار الجاهلية والقبلية كعهد قريش وعنهجية وغطرسة وعربدة أبو جهل في محاربته الرسالة النبوية للرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم .
لكن برقة لن تنزل لمستوى تفكيرك الجهوي العقيم لأن برقة تسعى لوحدة الوطن وليس لتشتيت الوطن ولكنني سأذكرك بالآية القرآنية بسم الله الرحمن الرحيم وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ( سورة الذاريات أية رقم 55).
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: “ليس المؤمن بالطعان ولا باللعان ولا الفاحش ولا البذيء”ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: “المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه”
يا شيخ سالم جابر ستقول لك برقة شكرا لنعتهم بأنهم رعاة غنم وبارك الله فيك في سحب حسناتك وستأخذ سيئات أهل برقة مهما كان عددها في يوم القيامة بكونك نعتهم بالجهلة ورعاة الغنم لو أن عدد أهل برقة حاليا من سكانها خصوصا والمتوزعين في جميع انحاء ليبيا يتراوح عددهم حاليا من مليونين إلى ثلاثة ملايين نسمة وسيزداد عدد أهل برقة في يوم القيامة الى اضعاف مضاعفة من الملايين نسمة فإن اعمالك من الحسنات إن وجِدتْ سيأخذها اهل برقة جميعا وسيعطوك سيئاتهم وتكون أنت الخاسر ،المفلس يا جابر ،وأهل برقة من الفائزون بالحسنات إن شاءالله.
الحكمة من حرفة رعي الغنم للأنبياء والرسل لتعلم أصول السياسة وحكم الرعية من العباد يا شيخنا المُبجل سالم جابر ومرحى لبرقة بحكم رعية العباد.
عن عبد الله بن عمر يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته الإمام راع ومسئول عن رعيته والرجل راع في أهله وهو مسئول عن رعيته والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها والخادم راع في مال سيده ومسئول عن رعيته قال وحسبت أن قد قال والرجل راع في مال أبيه ومسئول عن رعيته وكلكم راع ومسئول عن رعيته .الصحيح البخاري.
جُل الأنبياء عليهم السلام كانوا رعاة للغنم وفي شرح البخاري: معنى قوله عليه السلام: “ما بعث الله نبيًا إلا رعى الغنم” – والله أعلم – أن ذلك توطئة وتقدمةً في تعريفه سياسة العباد، واعتبارًا بأحوال رعاة الغنم، وما يجب على راعيها من اختيار الكلأ لها، وإيرادها أفضل مواردها، واختيار المسرح والمراح لها، وجبر كسيرها، والرفق بضعيفها، ومعرفة أعيانها وحسن تعهدها، فإذا وقف على هذه الأمور كانت مثالاً لرعاية العباد، وهذه حكمة بالغة. اهـ.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في الرد على الإخنائي: في ذلك للأنبياء حكمة بالغة, وتدريج من الله تعالى لهم إلى كرامته، وتدريب برعايتها لسياسة أممهم من خلقه بما سبق لهم من الكرامة في الأزل ومتقدم العلم بذلك. اهـ.
وقال الحافظ ابن حجر في موضع آخر: والذي قاله الأئمة: إن الحكمة في رعاية الأنبياء للغنم؛ ليأخذوا أنفسهم بالتواضع، وتعتاد قلوبهم بالخلوة، ويترقوا من سياستها إلى سياسة الأمم. اهـ.
وقال نور الدين الحلبي في إنسان العيون, وتبعه إسماعيل حقي في روح البيان: من حكمة الله عز وجل في ذلك أن الرجل إذا استرعى الغنم التي هي أضعف البهائم سكن قلبه الرأفة واللطف تعطفًا، فإذا انتقل من ذلك إلى رعاية الخلق كان قد هذب أولًا من الحدة الطبيعية والظلم الغريزي، فيكون في أعدل الأحوال. اهـ.
مدح سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم رعاة الغنم ووصفهم بالسكينة والوقار.
وقد مدح الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في قول النبي صلى الله عليه وسلم: الفخر والخيلاء في أهل الخيل والإبل, والفدادين أهل الوبر، والسكينة في أهل الغنم. وفي رواية: والسكينة والوقار في أهل الغنم. متفق عليه.
بقلم أ/ أوريدة أبوحليقة رئيس تحرير صحيفة ليبيا السلام الالكترونية
