السفير التونسي بالعاصمة الليبية: خفايا تحرير الدبلوماسيين التونسيين وعلاقته بالإرهاب، وطلب المقريف من تونس بالعفوعلى إرهابيين ليبيين (الروحية )
بتاريخ 22 يناير, 2015 في 07:09 مساءً | مصنفة في أخبار وتقارير | لا تعليقات

50118430_152756

التقرير :أثار خبر إعدام الصحفيين التونسيين سفيان الشورابي ونذير القطاري من طرف مجموعات مسلحة في ليبيا، ومن قبله اختطاف الدبلوماسيين التونسيين وبعد أشهر من ذلك إطلاق سراحهما، جدلًا واسعًا حول الدور الذي يجب أن تلعبه الدبلوماسية التونسية في ليبيا في مثل هذه المسائل الهامة.

وفي هذا السياق، تحدث السفير التونسي في العاصمة طرابلس، رضا بوكادي، عن علاقة الدبلوماسية التونسية بالملف الليبي وخفايا تحرير الدبلوماسيين التونسيين وحقيقة علاقة السفير التونسي بالإرهاب وتسفير التونسيين إلى سوريا.

الشورابي والقطاري

وحول عملية اختطاف الصحفيين التونسيين الشورابي والقطاري ومصيرهما، عبّر السفير بوكادي عن تعاطفه مع عائلتي الإعلاميين والتواصل معهما، مؤكدًا على أنّ “الظروف استشنائية في ليبيا، وهو ما يدعو إلى ضرورة تأطير الجالية التونسية هناك”، مشددًا على أنّ “الصحفيين الشورابي والقطاري، ما يزالان على قيد الحياة، حيث تم وضع خطة محكمة لاستعادتهما سالمين وبأقل كلفة”.

وأوضح السفير التونسي في ليبيا، في مقابلة مع “بوابة إفريقيا الإخبارية” أجرتها الزميلة سنيا البرينصي، أنه تم تحقيق النجاح لاستعادة الدبلوماسيين محمد بالشيخ والعروسي القنطاسي، لكنه أكد أنّ “غلق السفارة في ليبيا وقرار عودة السفير إلى تونس يعود إلى وزارة الخارجية”.

وأشار السفير بوكادي إلى أنّ الوضعية الحالية تبدو استثنائية جدًا في علاقة بالوضع في ليبيا، موضحًا أنّ “الشعب الليبي قام بثورة مسلحة، ولكن السلاح يبقى منتشرًا بين أيدي الليبيين”، مذكرًا بأن عمليات الاختطاف لم تستهدف التونسيين فقط بل تم اختطاف عديد الرعايا و الدبلوماسيين من جنسيات أخرى.

تلكّؤ وعدم جدّية

وأكد السفير على أنّ السفارة التونسية “الوحيدة التي نجحت في تخليص دبلوماسيين مختطفين دون الإذعان لأحد، وفي كنف الحفاظ على  سيادتنا واستقلالية قرارنا وتحرر إرادتنا، مما جعل عددًا من الدبلوماسيين والسفراء الغربيين يتصلون بنا شخصيًا للإعراب عن تقديرهم لجهودنا المبذولة في الغرض وإعجابهم بمقاربتنا وبالحرفية التي تميزت بها خطتنا”.

وقال السفير بوكادي  إنه كان يمكن أن يطلق سراح الدبلوماسيين التونسيين قبل شهر ونصف؛ لولا “تلكؤ وعدم جدية بعض الجهات الرسمية من الطرف التونسي خاصة وكذلك من الطرف الليبي” .

وحول إعلان فرع “داعش” بليبيا إعدام المختطفين وهل يدخل ضمن المقايضة أو مساومة السلطات التونسية لإطلاق سراح عناصر إرهابية ليبية محتجزة في سجون تونس، مقابل سلامة الصحفيين، قال السفير التونسي رضا بوكادي: “نحن لا نفاوض تحت الضغط. وقد أحسنت السفارة اختيار وسطائها وإعداد خطتها وتقديرها للموقف والتعامل مع مستجداته، وكل ذلك أدى إلى نجاحنا في إطلاق سراح مختطفينا”، مؤكدًا أنّ “الأمر كان معقدًا و صعبًا وبالغ الإرهاق”.

Tunis_Libya_Marzouki_Maqrif_12.10.12_Facebook

طلب رئيس المؤتمر الليبي السابق محمد المقريف في  2012 م من تونس بالعفو على سجينين ليبين إرهابيين بتونس

تحرير الدبلوماسيين

وأضاف بوكادي متحدثًا عن خفايا تحرير الدبلوماسيين التونسيين: “لقد قام رئيس المؤتمر الوطني العام في ليبيا محمد مقيريف في العام 2012 بزيارة إلى تونس، وقد طالب خلال محادثاته، مقدمًا التماسًا للعفو عن سجينين ليبيين يمضيان فترة عقوبة بالسجون التونسية لتورطهما في ما عرف بحادثة “الروحية”، وقد قال رئيس الجمهورية إنه لا يستطيع منح عفو لهذين السجينين؛ لأنّ إيقافهما تمّ في إطار عمل إرهابي كما أنّ هذا العمل الإرهابي استهدف مؤسسة الجيش الوطني التونسي، وأنّ أهالي الضحايا هم أصحاب الحق الأول في منح العفو من عدمه لكل متورط في القضية”.

وأضاف الدبلوماسي التونسي: “بما أنّ السجينين الليبيين لم يثبت ضلوعهما المباشر في اغتيال العسكريين الشهيدين، فقد طلب من وزارة العدل دراسة هذا الالتماس وتحديد المسالك القانونية التي سيتم عبرها معالجة هذا الموضوع شريطة أن يتم ذلك باستشارة وموافقة كل من المؤسسة العسكرية وأهالي الضحيتين، وأن يتمّ استيفاء و تنفيذ كل الأحكام التي صدرت من المحكمة العسكرية لتعويض أهالي الشهيدين”، مشيرًا إلى أنّ وزارة العدل قبلت بنقل السجينين إلى ليبيا في إطار الاتفاقية العربية لوزراء العدل والمعروفة باسم اتفاقية “الرياض””.

وتابع: “وبعد الرجوع إلى المؤسسة العسكرية وأهالي الشهيدين والحصول على موافقتهما، بدأت ترتيبات تنفيذ الاتفاقية لكنها شهدت تعطيلًا وتحديدًا من الحكومة الليبية آنذاك، والتي تنصلت من التزامها بدفع المبالغ المالية المحكوم بها لفائدة الأهالي وكذلك الدولة التونسية، وبقي الأمر على حاله إلى حين تسلمي مقاليد السفارة بليبيا وقد تم إبلاغي آنذاك  بأن هنالك تهديدات جدّية باستهداف طاقم السفارة التونسية العامل بليبيا بالخطف، كما أكد لي القائم بالأعمال السابق بأنه أبلغ في وقت سابق الجهات التونسية الرسمية بهذه التهديدات وقمت بمخاطبة الجهات الحكومية الليبية ذات العلاقة بالموضوع وطلبت منها سرعة تنفيذ ما تم الالتزام به سابقًا، لكن و للأسف الشديد تواصلت مماطلة الجهات الليبية إلى أن حدث الاختطاف الأول ثم الثاني”.

تسليم البغدادي

وحول خفايا تسليم البغدادي أنكر السفير التونسي وجود “صفقة سياسية ومالية”، واعتبر ذلك “إدعاء باطلًا وتهمًا كاذبة وتزييفًا متعمدًا للحقائق والوقائع”، مضيفًا أنّ تسليم هذا المتهم إلى السلطات الليبية تمّ وفق مقتضيات القانون وفي إطار المعاهدات التي تربطنا مع الدولة الشقيقة”.

 أما عن اتهامه بالتورط في دعم الإرهاب وتسفير التونسيين إلى سوريا، فقال بوكادي: “سيكون كل الأشخاص الذين مرروا هذه الاتهامات محل تتبع بعد أن رفعت قضايا وسيكون القضاء هو الفيصل”، أما على مستوى المضمون فقد اعتبرها “واهية وذات خلفية سياسية”.

وأشار السفير التونسي أنّ الذين ينشرون هذه الاتهامات “يمارسون إرهابًا ربما أخطر وأفتك من إرهاب المجموعات المسلحة”.

العلاقة بعبد الحكيم بلحاج

وعن علاقته بالليبي عبد الحكيم بلحاج، قال بوكادي: “عبد الحكيم بالحاج هو رئيس حزب الوطن في ليبيا،  وهو سياسي ليبي له علاقات مع مختلف السفراء العرب والأجانب، وبصفتي ممثلًا للمصالح التونسية في ليبيا من واجبي ربط الصلة مع كل الأشخاص المؤثرين في بلد الاعتماد و بالحاج واحد منهم”.

أما عن علاقته بالكتائب الليبية فقال السفير التونسي، إنه كممثل للدبلوماسية التونسية يتواصل مع جميع الأطراف الليبية، وأثمرت هذه الاتصالات نجاحات كبيرة منها تحرير الدبلوماسيين التونسيين.

وردًّا على أنّ تعيينه على رأس السفارة التونسية بليبيا كان بسبب انتمائه لحركة النهضة برغم نقص الكفاءة، قال رضا بوكادي في مقابلته مع “بوابة إفريقيا الإخبارية”: “هي مصطلحات فارغة يروّج لها بعض السياسيين والفارغين الذين لا يفهمون معنى الدولة ولا يفقهون مقتضيات تسييرها. فما يهم الدول المتقدمة في علاقاتها هو النجاحات والتمثيل السياسي ولا أعتقد أنهما شيئان مفقودان في شخصي”.

قرار غير صائب

وحول قرار سحب البعثة الدبلوماسية التونسية من ليبيا (غلق السفارة) الذي يراه الملاحظون “غير صائب”، أوضح الدبلوماسي التونسي أنه فعلًا “غير صائب”، وتعجّب لموقف “من تباكوا بالأمس على غلق سفارتنا بسوريا ولم يحركوا ساكنًا تجاه غلق السفارة والقنصلية العامة بطرابلس وقنصليتنا ببنغازي، والحال أنّ جاليتنا في ليبيا أكبر بكثير من الجالية في سوريا وأن انعكاس الوضع الأمني للبلد الجار علينا أخطر بكثير من الذي هو بسوريا وأنّ مصالح اقتصادية هامّة مازالت تتحقق مع ليبيا وأنّ الواجب حتّم علينا الحفاظ عليها بل وحتى تنميتها”.

وتحدث السفير عن الدور الهام الذي تلعبه الدبلوماسية التونسية في الملف الليبي، مؤكدًا على أنه ” ا يجب بأية حال أن يقع استدراجنا وبكل هذه البساطة للوقوف مع طرف دون آخر في الصراع الدائر حاليًا في ليبيا. والحديث عن دعم خليفة حفتر لا يمكن أن يصدر إلا عن جهة تجهل تمامًا المكون السياسي والعسكري والقبلي للبلد الجار وجذور الصراع الدائر حاليًا، فضلا عن أنّ حفتر لا يمثل إلا مجموعة من الكتائب التي ليس لها شرعية قانونية إلى اليوم”، مشيرا إلى أنّ “أبعاد الصراع في ليبيا تتجاوز كثيرًا العنوان البسيط، وهو محاربة الإرهاب”.

 صحيفة ليبيا السلام الالكترونية

 

 

نبذة عن -

اترك تعليقا