ليبرتي العائلة الكبيرة
بتاريخ 17 أكتوبر, 2015 في 09:01 صباحًا | مصنفة في قراء ليبيا السلام | لا تعليقات

www.libyaalsalam.net_

حين كنت ازور مخيم اشرف قبل ان تستلمه قوات حكومة المالكي وتفرض تعليماتها واحكامها الجائرة في التعامل مع سكانه ،كان اكثر ما يلفت نظري هو ذلك التعامل الاخوي والتضامني والمحبة التي تجمع الجميع ،فالشباب اخوة ورفاق وكبار السن اباء واصدقاء ورفاق ايضا ،واعذب ما بينهم هي عبارات الاحترام والمودة والتفخيم المتبادلة بين الصغير والكبير، وتقدير التاريخ النضالي لقدامى المجاهدين والمجاهدات ،والاجواء العائلية السائدة ،والمجاهدات اخوات وكبيرات السن امهات فضلا على كونهن شريكات في النضال ولهن دورهن القيادي الذي يحضى باحترام الجميع ، ما يجعلك وعلى الفور تفكر في انك وسط عائلة كبيرة متضامنة يفدي احدها الاخر بغض النظر عن مركزه ورتبته النضالية ،وقد شهدت امثلة كثيرة بهذا الشان عن هذا التعاطف والتضامن العائلي ،لقد كان احدهم يبكي حين يتالم الاخر ويعجز عن مواساته ،وكم بكوا لفقدان احبائهم واصدقائهم واخوتهم ورفاقهم الذين راحوا ضحايا الهجمات الدموية التي تعرضوا لها في اشرف وليبرتي ،ان في قلب كل واحد منهم غصة وحزن عميق مع انهم احتسبوا شهداءهم عند رب كريم وقالوا ( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون ) ولم يبحث احدهم عن النجاة وترك رفاقه يواجهون مصيرهم ،وكم عرفت وسمعت منهم اوجاعهم بسبب تعرض اخوتهم المرضى لاجراءات الحصار الطبي ومن ثم وصولهم نقطة النهاية التي لا عودة بعدها ،وهذا هو السر في استهداف الملالي وحدتهم وتحريضها حكومة العراق على تحطيم تلك الوحدة وتفكيك العائلة الكبيرة والتعامل معهم كلا على انفراد .

ولكن الاشرفيين الذين انتقلوا قسرا الى ليبرتي وجدوا عزاءهم في قوة ترابطهم وتماسكهم وشدة تعلقهم بعائلتهم الكبيرة ،فقد عاشوا مع بعضهم عقودا ،ما يفوق ما عاشوه من سنوات مع عوائلهم وذوي قرباهم ، الامر الذي جعلهم وجدانيا غير قابلين للتفكك وفشل النظام الايراني وحكومة بغداد في تمرير سياستها في فرط عقدهم ، وما دعاوى السفارة الايرانية هذه الايام بانها تريد ان تكون هناك جلسات تزاور بين عناصرمنظمة مجاهدي خلق وعوائلهم الذين جلبتهم من ايران وما هم بعوائلهم في الحقيقة وانما ( لملوم ) ممن جمعتهم المخابرات الايرانية لايجاد ذريعة لمخاطبة العالم الخارجي وتمرير الاكاذيب والادعاءات بهذا الشان ، لاستهداف حقيقة تلك العائلة الكبيرة التي تاسست عبر عشرات السنين من المعاناة الواحدة والامل الواحد والمصيرالمشترك ، والجميل الجميل ان احدا منهم غير مستعد للتفريط باواصر عائلته الكبيرة هذه ،اتذكر حين اجريت مقابلة مع المجاهدة سمية محمدي التي طالبها ابوها بمراعاة استحقاقات العائلة ،انها ردت عليه بما قالته لي ،ان عائلتهاهي كل الاشرفيين – تلك هي العائلة الكبيرة التي تملك اصالتها وروحها ووجدانيتها فمن يستطيع تفكيكها ؟؟ حرسكم الله يا اخوتي واخواتي الاشرفيين سكان ليبرتي اليوم وانتم تصمدون في وجه الاعاصير صمود عائلة حقيقية واشد ترابطا .

 بقلم أ/ صافي الياسري

صحيفة ليبيا السلام الالكترونية

نبذة عن -

اترك تعليقا