دانت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بشدة الهجوم الإرهابي الذي استهدف مظاهرة في مدينة بنغازي يوم الجمعة 23 تشرين الأول/أكتوبر 2015 وأدى إلى مصرع وإصابة عدد من المتظاهرين.
وتتقدم البعثة بتعازيها لعائلات الضحايا وتتمنى للمصابين الشفاء العاجل.
وتدعو البعثة الليبيين لنبذ العنف كوسيلة لتسوية الخلافات السياسية وتؤكد على أن التعبير السلمي عن الآراء السياسية هو أحد الحقوق الأساسية في أي مجتمع حر.
ويبين قصف المظاهرة في بنغازي مرة أخرى أن العنف الذي لا ينتهي يحصد مزيداً من الأرواح، خاصة في المدينة التي اشتعل فيها القتال لأكثر من عام وتسبب في معاناة لا يمكن تصورها لسكانها شملت نزوح أكثر من 100000 شخص. ويعد استقرار بنغازي أساسياً من أجل استقرار ليبيا بالكامل، ويؤكد الهجوم الأخير الحاجة الملحة لإحلال السلام في ليبيا.
وتحث بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا الليبيين من كافة الانتماءات على تنحية خلافاتهم جانباً والانخراط في جهود من خلال الحوار لحل الأزمة التي تحصد مزيداً من الأرواح وتسبب مزيداً من الدمار في بلادهم. وسيكون أفضل رد منهم على مرتكبي هذه الجريمة الشنعاء في بنغازي اليوم هو العمل معاً لإحلال السلام في ليبيا. إذا لا يمكن مواجهة الإرهاب ووضع حد للعنف إلا من خلال الوحدة.
وذكرت بوابة الوسطأكدت وزارة الصحة مقتل 6 متظاهرين وجرح أكثر من 35 شخصاً خلال مظاهرة اليوم في ساحة الكيش ببنغازي.
ودانت وزارة الصحة بالحكومة المؤقتة الاعتداء على المتظاهرين السلميين في ساحة الكيش في مدينة بنغازي مساء اليوم الجمعة الذين خرجوا للتعبير عن آرائهم بطريقة حضارية.
وقالت الوزارة في بيان لها «إن هذا العمل الإرهابي الجبان الذي استهدف متظاهرين عزل مسالمين إنما هو دليل على مدى الإجرام المتأصل في نفوس هؤلاء المجرمين التي قامت بالرماية العشوائية بقذائف الهاون على المتظاهرين لإسقاط أكبر عدد من الضحايا في تحدٍ صارخ لجميع القيم الإنسانية والأخلاقية من قبل العصابات المارقة».
وحملت وزارة الصحة بالحكومة المؤقتة المجتمع الدولي وعلى رأسه بعثة الأمم المتحدة للدعم لدى ليبيا مسؤوليتها مثل هذه الأعمال وﺍﻟﻮﻓـــﺎﺀ بالتزاماتها بموجب قرار مجلس الأمن رقم 1973 لحماية المدنيين في ليبيا وتقاعسها في دعم السلطات الشرعية في ليبيا وعدم الاستجابة لمطالب المتظاهرين.
كما تُجدر الإشارة إلى أن شهدت مدينة بنغازي، يوم الجمعة الماضية أحداث دامية سقط فيها ستة قتلى، وأربعة وثلاثون جريحاً، جراء استهداف ساحة الكيش وسط المدينة، بعد احتشاد مئات المتظاهرين للاحتجاج على المقترحات التي أعلنها المبعوث ألأممي برناردينو ليون بشأن تشكيلة مجلس رئاسة حكومة الوفاق وتسمية بعض الشخصيات لمناصب سيادية.
بدأت المأساة بسقوط 8 قذائف هاون (120) في أماكن متفرقة قرب متظاهرين تجمعوا، اليوم، عقب صلاة الجمعة، في الساحة، قُتل على إثرها رجال أمن تابعين لقسم البحث الجنائي التابع لمديرية أمن بنغازي، وجُرح اثنين آخرين، كما سقط أربعة مدنيين قتلى، واثنين وثلاثون جريحاً.
وهرعت سيارات الدفاع المدني والإسعاف السريع، لنقل الجرحى وتقديم الخدمات الطبية لهم، حيث تسلم مستشفى الجلاء للجراحة والحوادث أربعة قتلى وأربعة عشر جريحاً، وتسلم مركز بنغازي الطبي قتيلين وعشرون جريحاً على الأقل.
وحلقت مقاتلات حربية تابعة لسلاح الجو الليبي في سماء المنطقة، كما شهدت مدينة بنغازي انتشار أمنيا كثيفا، الخميس الماضي، قُبيل التظاهرة، لرجال المؤسسة الأمنية والعسكرية.
ورغم سقوط القذائف توافد المتظاهرون على ساحة الكيش ببنغازي، فيما عمت الفوضى أقسام الطوارئ ما أدى إلى صعوبة الحصول على أخصائية نهائية وأسماء الضحايا فور وصولهم إليها.
وأكدت مصادر طبية أن القتلى، هم، محمد مفتاح المراكبي، ومحمد سليمان المهدوي، وأشرف محسن الصديق، وحمد سعد حمد العمامي، وبالقاسم السنيني، وطارق محمد الأوجلي.
وأعلن قسم البحث الجنائي التابع لمديرية أمن بنغازي أنه فقد المقدم السنيني والأوجلي، كما أعلن عن إصابة عنصرين آخرين وهم، جبريل مرعي سليمان، والفيتوري مرعي سالم الفيتوري.
