حتي لا نضيع….
بتاريخ 28 نوفمبر, 2012 في 10:13 صباحًا | مصنفة في قراء ليبيا السلام | 12 تعليقات

لن اكتب كلاماً نمطياً و لن انسج حروفاً منمقة.

لن أترحم على شهداؤنا فنحن من أهدر دمهم وخذل تضحياتهم , لا أدعو بالشفاء لجرحانا فنحن من زاد معاناتهم و زدناهم جراحات فوق جراحاتهم , لن أدعو بعودة مفقودينا فنحن من تناسيناهم.
فقط سأتذكر واٌذكر بتلك الأيام الخوالي التي كان فيها الوطن أكبر همنا و إسقاط النظام مبلغ علمنا ,وقت كانت الجبهة تعج بإشرافٍ حفاةٌ عراةٌ شُعت غبر , يحملون الوطن و أهله يتقاسمون اللقمة و الوجع و الأمل .
كانوا يسألون و يتساءلون عمن به خصاصة أو به فاقة ليعينوه. كان لا يفرقون من مدينته ثبتت و استمرت قبيلته ضد المقبور أم اجتاحتها خفافيش المرتزقة و دنس طهرها أصحاب الديانة القذافية و بين المدينة أو الحي أو القبيلة التي تطهرت و تحررت أو التي تعيش الآم مخاض ذلك.
لم يكن هامش الاختلاف مرئيا و لا الخلاف ملموسا…
لم تكن الأيديولوجيات و التجاذب السياسي ظاهرا…
لم تكن القبلية و الجهوية إلا مخزن رجال و محفزةً للتضحية بسخاء.
لا يُسأل عن المصراتي إلا لثتبيت همته و الشد من أزره و تشرفاً به.
لا يسأل عن الزواري إلا للاطمئنان عنه.
لا يسأل عن الدرناوي إلا استبشاراً به.
اقتسموا الزاد و تأملوا حسن المعاد.
تشاطرو الأتراح و حلموا بالأفراح.
ساروا حثيثاً نحو اجتثاث الظلم و زراعة شجرةً سُقيت بدماء الشهداء و كان الافتراض أن يجلس في ظلها الجميع.
ولكن في غفلة أو تغافل من الجميع انقلبت الآية و كثرت الاختلافات و الخلافات و تفيأ ظل شجرة الثورة نفعيين منتفعين مصاصي دماء.”جُلهم و لا اقول كلهم”
صاروا شرقاوي و غرباوي أمازيغي و عربي فيدرالي و مركزي ثوار و أشباههم لبيرالي و علماني سلفي اخواني. قبيلة ع وقبيلة غ.
لما لا نتقبل المبدأ و نحترم وجهات نظر الآخر. لم نكيل السباب و الشتائم للآخر قبل طرحه فكرته.
زاد الشقاق و الانشقاق وانشغل البعض بالبعض ,
الأنكى التخوين!
والأدهى التشكيك!
و الأمَرَ المزايدة!
لما الترفع و المزايدة!
لما تغليب الأصغر في المصلحة على الأعم و الأكبر؟
انشغلنا و اشتغلنا ببعضنا و نسينا نُسينا أن الدول لا تقام في المرابيع و ردهات الفيس بوك
إنما تحكمك سياسات و توازنات و تحتاج لارضية توافقية , الثوار هم من قام بالثورة و لا مبرر للانشغال ببعضهم و ترك الامر لاصحاب ربطات العنق ساكني الفنادق عشاق الشاشات.
المؤتمر الوطني العام بأعضائه المنتخبون ان تفرقنا سادوا و ان سادو استبدوا و ان استبدوا
ضعنا و ضاعت ليبيا….
فلنتوحد كما كنا ابان الثورة حتى لا نضيع.

القارئ  محمد الكوني .

  صحيفة ليبيا السلام

نبذة عن -

اترك تعليقا