خبير سياسي : ” سوء استغلال الثروات النفطية سيؤخر التحول الديمقراطي “
بتاريخ 28 يوليو, 2012 في 03:02 مساءً | مصنفة في أخبار وتقارير | لا تعليقات

المرصد الليبي – ليبيا اليوم .

يقول الخبير السياسي ماسيمو ستانوتشا في مقال صادر بالموقع الاقتصادي “أفار يدي إيطاليا” إن ليبيا فاجأت الجميع بعد الانتخابات سواء من ناحية التنظيم أو من ناحية النتائج.

ويبقى اليوم أن تعمل الحكومة الجديدة على مفاجأة الجميع وحسن إدارة ملف النفط الذي هو أساس الطريق نحو الديمقراطية، لأن النفط سيمول كل شيء في ليبيا.

وقال الكاتب ، يبدو أن الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، ورئيس الحكومة البريطانية دافيد كاميرون كانا على حق عندما دخلا بنغازي لأول مرة بعد الحرب الليبية ، وقالا إن ليبيا سوف تفاجئ  العالم عندما تجاوزت النظام القديم.

وهاهي اليوم تفاجئ الجميع أيضا عبر النجاح في الانتخابات الأولى من نوعها في هذا البلد الذي نساه الكثيرون زمن القذافي.

انتخابات هادئة

وبين الكاتب أنه تم أولا إجراء الانتخابات في هدوء لم يتوقعه أحد ، ورغم أن الأيام التي سبقت الاقتراع كانت ساخنة، إلا أن الانتخابات كانت سلسة ونجح المجلس الوطني الانتقالي  في لعب دور مهم، رغم كل الانتقادات التي وجهت له.

ونرى اليوم علامات الرضا لدى كل من دعم التغيير الديمقراطي ، خاصة الحلفاء في حين هي مفاجئة لمن رأى أن ليبيا سوف تدخل في الفوضى سواء في الداخل أو الخارج وأغلبهم متشائمون لم يستطيعوا رؤية نقاط الضوء في الواقع الليبي.

ثانيا لقد اختارت ليبيا حزبا ليبراليا بقيادة محمود جبريل رئيس الوزراء السابق ليقود ليبيا في الجمعية التأسيسية.

ويرى البعض أن ليبيا اختارت النموذج الغربي بالأساس وذلك لبناء ديمقراطية جديدة ناشئة ولتستفيد من الخبرات الأخرى ، خاصة بعد أن كان لدول أوروبية الدور الأول في مساعدة الثوار على الإطاحة بالنظام السابق وهو ما سوف يبني علاقة أقوى بين ليبيا وأوروبا، في ظل بحث الجميع على تحالفات وموازين قوى جديدة.

وبين الكاتب أن تراجع الإسلاميين في ليبيا لم يكن من المتوقع حيث أنهم لم يحصوا إلا على 17 مقعدا من جملة 80 خصصت للأحزاب، وهو ما يجعل ليبيا تخرج عن سرب العرب كما اعتادت دائما سواء في مصر ـوفي تونس حيث فاز الإسلاميين.

وما علينا إلا الانتظار الآن حتى نرى كيف سيتم تشكيل الحكومة الجديدة من رحم الجمعية التأسيسية التي سيكون عليها كتابة دستور البلاد.

ملف النفط

وإذا كان الكثيرون يرون أن السياسة هي الأولوية المطلقة، فإن هناك ليبيا شيء أهم من الديمقراطية هو الثروات النفطية التي مكنت القذافي سابقا من حكم البلاد لأكثر من أربعين سنة.

واليوم قد يكون سوء استعمال الثروات النفطية مستقبلا هو السبب في تأخر بناء دولة ديمقراطية جديدة، حيث أن الطريق لحسن استغلال الثروات النفطية طويلة وتحتاج الاختيارات.

وعلى الحكومة القادمة أن تحسم أمرها سريعا في التوجه العام للاقتصاد الذي عليها أن تبنيه إن كان سوف يرتبط بالعائدات النفطية أو سوف تسعى لبناء قطاعات أخرى.

لكن في المرحلة الأولى سوف يرتبط كل شيء بالنفط وبالتالي يجب حسم ملفات عالقة مثل العقود النفطية للشركات العملاقة وأي الدول ستحظى بالمرتبة الأولى، وأي دول سوف يتم التراجع عن الشراكة معها.

كما هناك مسألة حسم توزيع الثروة كما كان يعمد إلى ذلك القذافي مما جعل الليبيين يد عاملة لا تعمل. وسيكون على الحكومة الجديدة أن تحسن إدارة هذا الملف سريعا حتى لا يصبح النفط الداعم الرئيسي للديمقراطية وليس العكس.

نبذة عن -

اترك تعليقا