مصر: اشتبك مئات الشبان مع الشرطة بميدان التحرير نجم عنها 16 جريحاً في ذكرى الثانية لإحياء ثورة 25 يناير
بتاريخ 25 يناير, 2013 في 04:39 مساءً | مصنفة في أخبار وتقارير | لا تعليقات

اشتبك مئات الشبان مع الشرطة المصرية بميدان التحرير في الساعات الأولى من صباح الجمعة في بداية عنيفة للذكرى الثانية للثورة التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك وأدت لانتخاب رئيس إسلامي ينصب عليه غضب المحتجين الآن.

وبدأ معارضون للرئيس محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها في الاحتشاد في التحرير بعد صلاة الجمعة للمطالبة بتحقيق أهداف الثورة التي يقولون إن الإسلاميين خانوها.

وهدأ الميدان مع شروق الشمس بعد معارك بين الشرطة والمحتجين الذين رشقوا الجنود بقنابل المولوتوف والألعاب النارية في الساعات الأولى من الصباح محاولين الاقتراب من جدار من الكتل الخرسانية يمنع الوصول إلى مباني البرلمان والحكومة.

وأطلقت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع الذي ملأت رائحته جو الميدان.

وقالت وزارة الصحة في بيان إن 16 شخصا أصيبوا في الاشتباكات. وذكر شاهد من رويترز أن الشرطة استخدمت إحدى القنابل التي ألقيت عليها في إحراق خيمتين من خيام المحتجين المعتصمين في الميدان منذ نوفمبر تشرين الثاني حين وسع مرسي سلطاته بإعلان دستوري.

وعبر كثيرون في ميدان التحرير ليل الخميس عن استعدادهم للاصطدام بالشرطة إذا كان من شأن ذلك حمل مرسي على تحقيق أهداف الثورة أو إسقاطه مثل مبارك إذا لم يفعل ذلك.

وفي وسط التحرير حملت أكبر لافتة في الميدان الشعار الذي لازم الانتفاضة التي أسقطت مبارك وهو “الشعب يريد إسقاط النظام”.

وكانت الانتفاضة التي أسقطت مبارك رفعت شعار “عيش (خبز).. حرية.. عدالة اجتماعية.. كرامة إنسانية”. ويقول مصريون كثيرون إن الشعار لم يتحقق ويقول البعض إن حياتهم تغيرت للأسوأ في ظل انفلات أمني وتراجع اقتصادي واضطراب سياسي تمر به البلاد منذ إسقاط مبارك.

وساعدت الثورة المصرية التي استلهمت الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي في اشتعال المزيد من الانتفاضات في العالم العربي مثل الانتفاضة الليبية والانتفاضة السورية.

لكن شعور الهدف المشترك الذي جمع المصريين وقت الثورة تبدد وسط الانقسام الذي زاد حول رسم المستقبل السياسي للبلاد وتحقيق أهداف ثورتها مما أشعل معارك في الشوارع الشهر الماضي سقط فيها قتلى ومصابون.

ومن شأن الاحتشاد في الذكرى الثانية للثورة إبراز الانقسام مرة أخرى بين الإسلاميين ومعارضيهم. ولم تدع جماعة الإخوان المسلمين أعضاءها للاحتشاد يوم الجمعة مما يقلل احتمال حدوث مواجهات.

وبعد أن شارك في رشق الشرطة بالحجارة وقنابل المولوتوف ليل الخميس قال أحمد (32 عاما) ويعمل في شركة للأجهزة الطبية رافضا الافصاح عن اسمه الكامل إن المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين محمد بديع “لابد أن يبعد عن مرسي. مرسي لابد أن يكون رئيسا لكل المصريين وليس للجماعة وحدها.”

وفي كلمة ألقاها بمناسبة المولد النبوي مساء الخميس دعا مرسي المصريين إلى إحياء الذكرى الثانية للانتفاضة “بطريقة سلمية حضارية نحافظ بها على وطننا ومؤسساته وشوارعه.”

وقال شادي حامد مدير مركز بروكنجز الدوحة “جماعة الإخوان قلقة جدا من التصعيد وهذا سبب محاولتها الحد من دورها يوم 25 يناير.”

وأضاف “قد تكون هناك بالفعل أنواع الاشتباكات التي رأيناها من قبل لكني لا أتوقع شيئا كبيرا من شأنه إحداث تغيير جذري في الموقف السياسي.”

ويواجه مرسي مشاعر استياء على عدة جبهات.

فمعارضوه يقولون إنه وجماعته يريدون الهيمنة على النظام السياسي في عهد ما بعد مبارك ويتهمونه بإتيان بعض تصرفات مبارك الاستبدادية ضاربين المثل بمضيه قدما وبسرعة في استفتاء حول دستور مثير للجدل الشهر الماضي.

وترفض جماعة الإخوان مثل هذه الانتقادات وتتهم معارضيها بعدم احترام قواعد الديمقراطية الوليدة في البلاد والتي جعلت الإسلاميين في مقاعد القيادة من خلال صناديق الانتخاب.

وبعد ستة أشهر في الرئاسة يحمل البعض مرسي مسؤولية أزمة اقتصادية أيضا تسبب فيها عامان من الاضطراب. وتراجع الجنيه أمام الدولار لمستويات قياسية.

وأسباب الخلاف كثيرة. فالنشطاء يبدون نفاد صبر إزاء عدم القصاص حتى الآن للقتلى الذين سقطوا في الانتفاضة والعنف السياسي الذي تلاها. ولم يتحقق الكثير في مجال إصلاح الأجهزة الأمنية الموروثة من عهد مبارك.

كما أججت حوادث قطارات وغيرها من وسائل النقل وسقوط مبان سكنية مشاعر الاستياء.

وترفع الأحزاب والجماعات التي دعت للتظاهر يوم الجمعة مطالب بينها كتابة دستور يختلف كثيرا عن الدستور الحالي الذي صاغته جمعية تأسيسية غلب عليها الإسلاميون وانسحب منها المسيحيون والليبراليون واليساريون.

ويقول نشطون وسياسيون إن الدستور لا يحمي حقوق الإنسان ويعطي الرئيس سلطات واسعة ولا يحد من نفوذ المؤسسة العسكرية.

ويختلف معهم مؤيدو مرسي الذي يقولون إن إقرار الدستور بسرعة كان أساسيا لاستعادة الاستقرار وإن المعارضين يزيدون الأمر سوءا بالحض على القلاقل.

وتركز جماعة الإخوان جهودها على الناخبين مترقبة الانتخابات التشريعية التي ستبدأ إجراءاتها قريبا فتنظم قوافل طبية وتقدم سلعا رخيصة. وتقول إن قوافلها الطبية ستقدم خدمات لمليون مواطن.

وخروج أعداد غفيرة إلى الشوارع يوم الجمعة يمكن أيضا أن يعزز فرص المعارضين في الانتخابات المقبلة.

وقال حامد “هناك قوة كبيرة يمكن شحذها في هذا اليوم وهناك فرصة حقيقية لاستغلال ذلك في تعبئة المؤيدين في مرحلة الاستعداد للانتخابات.”

من أحمد الشامي وتوم بيري

(إعداد محمد عبد اللاه للنشرة العربية – تحرير أمل أبو السعود)

صحيفة ليبيا السلام / رويترز

نبذة عن -

اترك تعليقا