قطر: بين إستضافتها الرياضة الدولية، ، ويحرجها العجمي في قصيدته “هؤلاء الحكام يستوردون كل ما يعرضه الغرب عليهم”
بتاريخ 27 يناير, 2013 في 12:12 مساءً | مصنفة في أخبار وتقارير | لا تعليقات

يمثل شاعر قطري أمام محكمة النقض في عاصمة بلاده الدوحة، ليطلب تخفيض حكم المؤبد، الذي صدر في حقه.

فقد حكم على الشاعر بالسجن المؤبد بسبب قصيدة كتبها اعتبرت إهانة لأمير البلاد.

وبالموازاة مع ذلك، تواصل قطر استعداداتها لاستضافة أحداث رياضية دولية، أكبرها نهائيات كأس العالم لكرة القدم، عام 2022.

فإلى أي مدى ينبغي مراعاة الحد الأدنى من معايير حقوق الإنسان في منح حق استضافة مثل هذه الأحداث الرياضية الكبيرة؟

“استيراد”

في يوم 24 أغسطس عام 2010 قرأ طالب جامعة القاهرة، محمد العجمي، المعروف باسم محمد بن الذيب، قصيدته “أنشودة الياسمين”، على جمع من أصدقائه في الجامعة. ويقول العجمي في قصيدته: “كلنا تونسيون ضد النخب المستبدة” ولا يذكر بلده قطر بالاسم، بل يوجه انتقاده إلى جميع أنظمة المنطقة.

ويختتم قصيدته بالقول “هؤلاء الحكام يستوردون كل ما يعرضه الغرب عليهم”، فلماذا “لا يستوردون القانون والحرية؟” وقد سجل أحد رفاقه القصيدة وبثها على الانترنت.

وفي نوفمبر 2011، عاد العجمي إلى قطر ليتم اعتقاله، ومحاكمته. وبعد عام من ذلك حكم عليه بالسجن المؤبد، بتهم “التحريض على قلب نظام الحكم، وإهانة الأمير”.

الوقت المناسب

ويستنكر محاميه نجيب النعيمي الحكم قائلا “ما فعله هو مجرد كتابة قصيدة” كما أنه لم يقرأها على الملأ، وإنما في جلسة ضيقة مع أصدقائه.

ويؤكد النعيمي أن القصيدة لم تتناول الأمير بالذات أو ولي العهد، وإنما هو تأويل السلطات، مضيفا: “لقد طلبوا من أشخاص في وزارة الثقافة شرح معاني القصيدة، فوزير الشؤون الدينية هنا يمكن أن يؤول على الناس أحلامهم”.

ولم يتسن الحديث إلى أحد في وزارة العدل للتعليق على قضية العجمي.

ولكن السؤال الهام جاء على لسان الشيخة موزة بنت ناصر المسند، زوجة الأمير، خلال عرضها طلب قطر استضافة نهائيات كأس العالم لكرة القدم لعام 2022، في زوريخ حيث قالت في مستهل كلمتها: “متى؟ متى تعتقدون أن يحين الوقت ليستضيف الشرق الأوسط نهائيات كأس العالم؟” وجاء الرد من كبار الاتحاد الدولي لكرة القدم، “الآن”. فكان ينبغي منح قطر حق استضافة نهائيات كأس العالم لكرة القدم.

غياب الشفافية

ولكن هل ينبغي ربط استضافة الأحداث الرياضية الكبرى بالتزام القيم الديمقراطية الأساسية؟ هناك أقلية بسيطة في قطر تجازف بنفسها وترفع صوتها معترضة على ما يجري.

ومن بين هؤلاء، على الكواري، الذي أصدر بيانه “قطريون من أجل الإصلاح”، يتساءل فيه إذا لم تكن قطر تبدد ثوراتها الزائلة على مشاريع ظرفية، بدل الاستثمار الطويل المدى. ويقول الكواري “ليس هناك شفافية في الحسابات العمومية”.

ويتابع “من بين مطالبنا توفير الشفافية في الموازنة العامة، وبخصوص الخسائر والأرباح في الاستثمارات في الداخل والخارج”، مضيفا “على سبيل المثال بناء القواعد العسكرية في قطر. هذه المنشآت تقام بين عشية وضحاها، ولا يؤخذ رأي الشعب في الأمر”.

تناقض

الواقع أن حماية الحقوق السياسية والمدنية لم يكن معيارا في منح تنظيم الألعاب الأولمبية لبكين في 2008، ولا لموسكو في 1980.

ولكن النعيمي، محامي الشاعر المسجون، ووزير العدل السابق في قطر، يعتقد أنه لابد من ربط الأمرين ولو نسبيا. ويقول “نحن نصنع الإصلاح في العالم العربي، فلماذا لا نقوم به في بيتنا؟ علينا إصلاح مجتمعنا، ونظام القضاء، والنظام السياسي، وبعدها يمكننا أن نتصدى لأي حدث في العالم”.

وتحضر قطر حاليا نفسها لطلب استضافة حدث أكبر وهو الألعاب الأولمبية في عام 2024. وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون نبه قبل أعوام إلى أن انتهاك حقوق الانسان يناقض المبادئ الأولمبية.

أما الذين يشرفون على الرياضة فيتساءلون دوما عن ثقل هذا التناقض، وتأثيره في الأحداث.

صحيفة ليبيا السلام/ BBC بالعربي

نبذة عن -

اترك تعليقا