شدّ انتباهي مقال قرأته في ” صحيفة ليبيا السلام ” الالكترونية كتبته رئيسة تحرير الصحيفة   الصحفية اوريدة عبد الله ابوحليقة التي عُرفت بمواقفها الوطنية الشجاعة .. المقال كان يتحدث عن المزاياالتي اقرها المؤتمر الوطني العام لأعضائه !

.. ان ما قام به المؤتمر الوطني العام – اذا كان صحيحا – يُعد سابقة تحدث لأول مرة في تاريخ ليبيا ماضيا وحاضرا ! حتى اننا لم نسمع سواء في زمن ” المملكة ” وبرلمانها اوفي زمن ” القذافي ” في مؤتمر الشعب العام ، فلم يحدث ان اقر برلمان المملكة مزايا لأعضائه النواب ، ولم يُقر مؤتمر الشعب العام مزايا وحوافز ماديه لأعضائه !! .

ماكنا نتوقع ان اعضاء المؤتمر الوطني العام الذين كنا نعتقد اننا احسنا اختيارهم لخدمة الوطن بتضحية ونزاهة ! يُشرّعون لأنفسهم مزايا وحوافز مادية بشكل مبالغ فيه ليكونوا في وضع يُميّزهم عن غيرهم من الليبيين في الوقت الذى لم يطرأ فيه حتى الآن أي تحسّن على معاشات ودخول الليبيين والليبيات ! وفي وقت استشرى فيه الفساد ونُهبت فيه الاموال العامة بالمليارات على مرآي ومسمع من اعضاء المؤتمر الوطني العام ” اعضاءً ورئاسة ً” وعندما يقُرّر المؤتمر الوطني العام مزايا وحوافز ويكتم امرها على الليبيين الا يُعد ذلك ضحكا على الذقون وفسادا ونهبا للمال العام ؟ ! عندما يُقرر لأعضائه :

مرتب 12000 اثنى عشر الف دينار لكل عضو من اعضائه

سلفة مالية بقيمة 30000 ثلاثون الف دينار

بدل نقل 45000 خمسة واربعون الف دينار

جواز سفر دبلوماسي خاص

شفرة مدار تزود بقيمة 500 خمسمائة دينار رصيد شهري

جهاز  “واي ماكس”للأنترنت  مُسبق الدفع

مسدس عيار 9 مل

حراسة من قبل جهاز الامن الرئاسي !!

لا أعرف سبب منحهم جوازات سفر دبلوماسية هل هي للهروب وطلب اللجوء السياسي ؟ ام هي ربما للزيارات والفسح للخارج ؟ فليقولوا لنا .. ثم في الوقت الذى يطالب فيه الشعب التخلي عن السلاح ووضع حد لفوضى السلاح وانتشاره ! يقوم المؤتمر الوطني العام بتسليح اعضائه  !!  اذا كانوا هؤلاء هم نواب الشعب الذين انتخبهم فممّا يخافون ؟ هل يخافون من الشعب الذى انتخبهم ؟ ثم اذا غضب عنهم الشعب الذى انتخبهم هل ستحميهم مسدساتهم الصغيرة ؟! .. اذا كان هؤلاء يعتقدون ان هذه المزايا والحوافز التي اقرّوها لأنفسهم  قد ُتكسبهم شيئا من الاهمية او تُضفي عليهم شيئا من الوقار او الاحترام او الامن والامان .. فهم مخطئون ! .

ثم كيف يتحدث رئيس المؤتمر الوطني العام عن الخمسة مليارات التي انفقتها حكومة الكيب على التأثيث والتجهيز  ويتجاهل في ذات الوقت تصريح : ” نائب رئيس المجلس الانتقالي المؤقت ” الذى قال فيه : ” انه وُرّدت للمجلس الانتقالي ميزانية بقيمة 73 مليار رُجّع منها 6 مليارات اودعت في المصرف المركز ولكنه يتساءل عن المليارات ( 67 ) الاخرى  اين اختفت ؟! .. وانا اقول : ما خفي كان اعظم وابشع !!.

أليس هذا الأمر جدير بالبحث والتحقيق من قبل المؤتمر الوطني العام ورئاسته واتخاذ ما يلزم حياله من إجراءا سريعا وحاسما ؟

لا احد يقول لي او لأى من الليبيين ان هذه المليارات التي اختفت في اقل من العامين كان يحدث هذا زمن النظام السابق لا أظن ان احدا يجرؤ ان يسرق المليارات في اقل من العامين ! ماذا يحدث لو استمر هذا الوضع سنوات اخرى تعمّه الفوضى والفساد ونهب المال العام .. والسؤال الذى يفرض نفسه الآن : ماذا سيحل بثروة الشعب الليبي ؟! ولكني سأكون اكثر تطرفا مع هؤلاء فلن اطالب الشعب الليبي ان يُلفت نظرهم لتقاعسهم عن خدمة الوطن كما طلبت الكاتبة ..ولكن  امام هذا الوضع المزرى الذى لا يُبشر بخير فاني اقترح على الشعب الليبي الحر الذى لا يقبل ان يَستبدل فساد بفساد او ان يتستر عنه  : اسقاط المؤتمر الوطني العام رئاسة ً وأعضاء واسترجاع ما منحوه لأنفسهم دون وجه حق !وابقاء الحكومة المؤقتة لتؤدي مهامها ،، اذ ليس عليها ما يُعيبها حتى الآن .. واعادة انتخاب اعضاء جُدد من الشرفاء المشهود لهم بالنزاهة وحُب الوطن وتهمهم مصلحة الشعب الليبي الذين لا انتماءات حزبية لهم ولا ينتمون لأية كيانات سياسية  تسعى للسلطة ” خصوصا في هذه المرحلة الصعبة التي يمر بها الوطن ”  نُريد اعضاء ولاءهم للوطن وللشعب !! هذه دعوة ملحة لكل الليبيين وهي خطوة على طريق بناء ليبيا وخطوة ايضا صحيحة وجبّارة ودعوة صادقة نحو تصحيح  مسار الثورة !!.

 بقلم /ابن الوطن

 صحيفة ليبيا السلام