هل الصراع السياسي في ليبيا سيبنيها أم سيُعرقلها؟
بتاريخ 7 يونيو, 2013 في 12:59 مساءً | مصنفة في قراء ليبيا السلام | لا تعليقات

تعاني ليبيا اليوم من موجة صراع سياسي متعدد الأطراف والمصالح ، بحيث يهمل الكل المصلحة الوطنية ويحاول تسخير المواقف من اجل تحقيق مآربه الفردية التي يرنو إليها بغض النظر عن تضاربها مع مصلحة الوطن .

حيث لاحظنا في الأيام الماضية التركيز من قبل بعض المؤسسات المدنية وبعض وسائل الإعلام وصفحات التواصل الاجتماعي  ، على معاناة نازحي تاورغاء وتهميش باقي النازحين من المدن الأخرى الذين يكاد عددهم يضاهي عدد نازحي تاورغاء ، ومع ذلك لم نسمع بغير نداءات نازحي تاورغاء يطالبون بالعودة لديارهم .

ومن هنا يبدو لنا أن الترويج لعودة أهالي تاورغاء هو مجرد استغلال لقضيتهم من قبل احد الأطراف المتصارعة سياسيا في ليبيا ضد منافسيه ، وليس الغرض من ذلك إيجاد حل لمعاناة أطفالهم وشيوخهم ونسائهم .

ويظهر علينا اليوم السيد الزبير السنوسي بإعلان برقة ، الذي أعلن في احد نقاطه عن تفعيل دستور 1951 مع تجميد العمل بالمواد المرتبطة بشؤون الحكم حتى يستفتى الشعب الليبي عليها، وكأنه يقول : ” سأفرض عليكم العمل بدستور 1951 رغم أنوفكم ” مما يمكن اعتباره اعتداء على حرية الشعب الليبي ، لو افترضنا إن السيد الزبير حقا يحكمنا .

كما يعلن في نقطة أخرى عن إنشاء برلمان وحكومة برقة وقوة للدفاع عن إقليم برقة وبهذا يتضح للجميع أن السيد الزبير يعي تماما إنه يتجه نحو التقسيم السياسي وليس الإداري فقط كما يدعي أنصاره ، كما انه يؤكد في نقاط أخرى للأمم المتحدة بأنه سيحترم حقوق المرأة والطفل وسيجمع السلاح ، ولا نعلم بأية صفة يؤكد لهم هذا ، حيث أننا نعرف جميعنا إن الأمم المتحدة تجمع لجميع الدول الكاملة السيادة ، ولم نسمع يوما بحاكم دبي أو أميرها مثلا بأنه يؤكد للأمم المتحدة على القيام بعمل ما ، وهنا يأتي السؤال ” هل سيأتي السيد الزبير بطرح جديد للفيدرالية تمنح حكومة الإقليم السيادة الكاملة ؟ ” .

ويظهر علينا من جهة أخرى ليطالب المؤتمر الوطني العام بوضع ميزانية وحساب لإقليم برقة وتخصيص ميزانية لشباب برقة ، متناسيا أنه في إحدى نقاط إعلانه يعلن عدم التزامه بقانون العزل السياسي الصادر عن السلطة التشريعية الذي يعتبر تطاولا عليها ، متحججا بأن هذا القانون قد اتخذ تحت التهديد بالقوة ، وتناسى إن الشعب الليبي قد انتزع حريته بالقوة ، ومن هنا يتضح لنا احد أمرين ، إما إن السيد الزبير يجهل طبيعة أنظمة الحكم ، أو أنه يساق بعصا الأسياد .

وبالنظر للحالتين السابقتين يبدو لنا وجود محرك خفي يحاول استغلال المشكلات التي تعاني منها البلاد من اجل الضغط على منافسيه ، جاعلا الحق يراد به باطل ، و إن عملية الصراع على السلطة في ليبيا أصبحت بين مجموعات غير مؤهلة لتشكيل تنظيم تقود به المجتمع ، مما سيؤذي به إلى التخبط والتبعثر و إثبات الفشل في عملية البناء .

ودامت ليبيا حرة موحدة

بقلم/محمد عمران أبوحجر

بتاريخ 01 يونيو 2013

للتواصل : Mohamd2100@Facebook.com

صحيفة ليبيا لسلام

 

نبذة عن -

اترك تعليقا