القاعدة في ليبيا وتونس على غرار إنتشارها ببلاد المغر ب الإسلامي
بتاريخ 2 فبراير, 2014 في 06:17 مساءً | مصنفة في أخبار وتقارير | لا تعليقات

مغاربية  :القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي لديها خطط كبيرة لتونس وليبيا، ويعتزم التنظيم الإرهابي استخدام أنصار الشريعة لتحقيق هدفه. وكان الزعيم الجزائري للقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي عبد المالك دروكدال قد عين اثنين من أتباعه الأوفياء لقيادة فرع جديد يضع ضمن أهدافه الديمقراطيتين الناشئتين.

وعُين خالد الشايب من بجاية (المكنى لقمان أبو صخر) أميرا على الجماعة الجديدة التي لم تتخذ اسما بعد والتي تجمع أنصار الشريعة في تونس وكتيبة عقبة بن نافع حسب ما أوردته الصريح يوم 14 يناير.ومهما كان اسم الجماعة الجديدة، فإنها ستنشط تحت لواء “القاعدة في تونس”.

واختار دوركدال (الملقب أبو مصعب عبد الودود) الأمير الجديد خلفا لأبي عياض زعيم أنصار الشريعة بتونس. وكان العقل المدبر للهجوم على السفارة الأمريكية في العاصمة التونسية قد اعتُقل الشهر الماضي في ليبيا. يذكر أن زعيم القاعدة قد خسر في وقت سابق أحد أبرز قيادييه وهو مختار بلمختار (المكنى ” لعور “). وترك الإرهابي الجزائري القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي ليطلق عملية منافسة بعد أن أقاله دروكدال من قيادة كتيبته.

الأمير الجديد الذي عينه دروكدال والذي يعد من المقربين من زعيم القاعدة كان في تونس منذ رمضان. وتفيد تقارير أنه تسلل إلى البلاد عبر جبل الشعانبي مع ناصر التومي، أمير إرهابي ناشط في منطقة باتنة. وشأنه شأن دروكدال، كان الشايب طالبا في الكيمياء وأصبح خبيرا في المتفجرات. ويحاول الآن عدم الوقوع في الاعتقال وهو يواصل تجنيد وتدريب الجهاديين للجماعات الإرهابية.

وحتى قبل الإعلان عن نبأ تعيينه أميرا من قبل دروكدال، أصدرت وزارة الداخلية إنذارا حول لقمان باعتباره على قائمة المطلوبين لتورطه في اغتيال الجنود التونسيين في جبل الشعانبي . ولمّا ظهر الإرهابيون للمرة الأولى في المنطقة الجبلية على طول الحدود الجزائرية، أشارت وزارة الدفاع التونسية إلى صلة بالقاعدة.

وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية مختار بن ناصر “العناصر المسلحة المتحصنة بجبل الشعانبي على الحدود مع الجزائر تتلقى الدعم اللوجستي من ماء وأكل وملابس من المتعاطفين التونسيين معهم، وهذا دليل على وجود حاضنة للمتمردين الذين يُعتقد أنهم ينتمون إلى القاعدة”.

ونُشرت أنباء عن الشايب لأول مرة في 9 يناير لمّا قالت تونس إنها تبحث عن “عنصر إرهابي خطير جزائري الجنسية – مطلوب في قضايا إرهابية – في مدينة القصرين”. وقالت الوزارة إن “خالد الشايب المعروف بكنية “لقمان أبو صخر”، متورط في اغتيال جنود من الجيش والحرس الوطنيين”.

وقد يكون متوجها إلى ليبيا، لكن لا يسهل قيادة المتطرفين هناك من قبل الأجانب. ولن يكون من السهل بالنسبة للقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي تحقيق رغبتها في السيطرة على أنصار الشريعة واستخدامها كأداة دعائية بالنظر إلى الطرق المتفرقة التي سلكتها كل من تونس وليبيا.

وبالنسبة للرجل المقرب من دروكدال فإن تونس هي مجرد محطة على الطريق في رحلته إلى عاصمة التطرف الليبية درنة . لكن طريقة استقبال المقاتلين المحليين لهذا الأجنبي غير معروفة وتحتضن المدينة مقر أنصار الشريعة المتهمة بضلوعها في الهجوم القاتل الذي استهدف البعثة الأمريكية في بنغازي .

وتعوّل القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بشكل كبير على هذه الجبهة الجديدة، وهو ما من شأنه أن يبعث الحياة من جديد في التنظيم حسب المحللين بعد الانشقاقات على مستوى القيادات وكذا الخسائر الثقيلة التي تكبدتها عناصرها شمال مالي.

ومن ناحية أخرى، تواجه الجماعة ضغطا قويا من قوات الأمن الجزائرية. وأمام تضييق الخناق عليها، كان أمام القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي خياران إما الاختباء أو البحث عن جبهات جديدة في الخارج.

مختار بلحسين المتخصص في الحركات الجهادية قال إن المهمة الرئيسية لخالد الشايب هي “إعادة تنظيم صفوف المقاتلين الذين تلقوا ضربات موجعة من قبل الجيشين التونسي والجزائري بالإضافة إلى الارتباك التنظيمي بسبب غياب زعيمهم أبو عياض”.

وقبل توقيفه في ليبيا يوم 30 ديسمبر، هدد أبو عياض باستخدام عشرة آلاف مقاتل مسلح من مقاتلي القاعدة في غزو تونس. والآن بعد خروجه من الساحة، يسعى دروكدال إلى استخدام أميره الجديد لإيجاد موطئ قدم في ليبيا وتونس.

يذكر أن عناصر من أنصار الشريعة في ليبيا وتونس والمغرب ومصر وكذا عناصر جزائرية من القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي عقدوا قمة على مدى ثلاثة أيام في بنغازي لوضع إستراتيجية جديدة للمنطقة حسب ما أوردته صحيفة فيلت ام سونتاغ الألمانية الشهر الماضي.

وفي تصريح لمغاربية قال وحيد البقلوطي الخبير الأمني إن إرسال الشايب إلى تونس يأتي في سياق تنفيذ توصيات اجتماع بنغازي للقيام بعمليات في المنطقة”. ولمواجهة هذا التهديد، يرى مراد خماخم المتخصص في القانون الدولي من العاصمة التونسية إن أفضل طريقة هي تحسين الاتصال بين حكومات تونس والجزائر وليبيا.

وأضاف لمغاربية “من الضروري وضع برامج تبادل وتدريب لعناصر إنفاذ القانون وتقديم الدعم المالي لتحديث وتحسين معدات القوات المتخصصة في مجابهة الإرهاب”. أما لمياء بلحسين المتخصصة في القضايا الاجتماعية ترى أنه يمكن منع تجنيد مقاتلين جدد في صفوف الجماعات الإرهابية وذلك عبر “إيجاد حلول اجتماعية سريعة للأحياء المهمشة وخاصة الأحياء المتاخمة للحدود”.

وتضيف “هناك تنامي كبير للسلفيين في الأحياء الفقيرة. ليصبحوا الممول الرئيسي للمشاريع الصغرى التي يتهافت عليها المعدمون الذين سينظرون اليهم كأولياء نعمتهم ولن يردوا لهم طلباتهم حتى وإن كانت أعمالا إرهابية”.  حضورهم بارز جدا على الشوارع التونسية. فخلال مسيرة يوم 24 يناير نظمها حزب التحرير للتنديد بالدستور الجديد للبلاد، رفع بعض المشاركين الأعلام السوداء والبيضاء لأنصار الشريعة.

وفي غضون ذلك، تُعرض مكافآت كبيرة لمن يدلي بمعلومات تقود إلى اعتقال أو إدانة إرهابيين ينشطون في تونس وليبيا. وفي 10 يناير، صنفت الولايات المتحدة جماعة أنصار الشريعة التونسية وجماعات مماثلة في درنة وبنغازي الليبيتين تنظيمات إرهابية.

كما صُنفت قيادات الجماعات أحمد بوختالة في بنغازي، و سفيان بن قمو  في درنة، وسيف الله بن حسين من تونس (المكنى أبو عياض) “إرهابيين دوليين”.وهناك مكافآت مالية تصل إلى 10 مليون دولار لكل من يدلي بمعلومات تقود إلى اعتقال المسؤولين عن هجوم بنغازي والذي أودى بحياة أربعة أمريكيين من بينهم السفير الأمريكي.

صحيفة ليبيا السلام

نبذة عن -

اترك تعليقا